Thursday, February 24, 2011

من دونك "من أجمل قصائد أحمد خالد توفيق"

من دونك لن أزعم أبداً..
...أني أتنفس من دونك ..

حقاً.. ما زالت أبياتي
تتسكع في أرض الذكرى ...
ما زال الشعر يدغدغني ..
وتعربد في قلبي نشــوة..
لكني
ـ عفواً يا قلبي ـ
أدري في ركن من قلبي ..
أني ما يبقى من عمري ..
أحياه وحيداً..
من دونك ...

من دونك
أهذي ..
أتثاءب ...
أكتب أبياتاً ..
أتعثر ..
ولبضع ثوان أتمادى ..
ولبضع سنين أتقهقر ..
من دونك ..
لا اشعر حزناً..
هل يملك قبر أن يشعــر ؟

شيء كالأنفاس الحمقى ..
تتلاحق في صدر مقفر ...
أحياناً أهمس: لا جدوى ..
لكني أجهل معناها ..
من دونك ما معنى (جدوى) ؟

أحياناً .. أضحك ..
أتناسى ..
أهمس ألفاظاً وسنانة.
وأخط عبارات الشكوى ..
من فوق جدار الزنزانـــــة ..

من دونك ..
نبض مغمور ..
لا يجسر أن يدعى نبضاً ..
يغفو في صدري أحياناً..
يغزو شرياني أحياناً...
يوقظني في جوف الظلمة ..
يخبرني ..
أني من دونك ...
من دونك ..
حقاً لن أزعم
أني لن أحيا من دونك ..
لكني أتألم حقاً ..
أتلاشى في الظلمة حقاً..
ولأني أحببتك حقاً..
أطبق أجفاني منهوكاً..
وأهيب بقلبي أن يفهم ..
ما معنى ..
أن أحيا دونك !

Wednesday, February 23, 2011

مشاعر مجنونة "قصة قصيرة من تأليفي"


 
تعشق أن ترى العالم كل صباح من وراء هذه النافذة العازلة للصوت في هذا المطعم الراق
إعتادت أن تنجز بعض مهام عملها هنا وهي ترتشف أحد الأكواب المنبهة
حاولت أن تستعيض عنها بالعصائر الطازجة ..كبديل لحياة صحية ..ولم تستطع..ستموت صغيرة على كل حال ..تعلم هذا
لا تحزن لهذا على الرغم أنها تعشق حياتها..وتعترف بهذا
حياة ..سلسة ..ناعمة ..وهادئة
أحيانا كانت ترفع خصلات شعرها الأسود المنسدلة في نعومة على وجهها الملائكي فتكشف عن ملامح بها من جمال الإنوثة ما بها ومن براءة الطفولة مابها أيضا
وهي منهمكة في فحص تلك الأوراق الهامة 
بدأت أنفاس العالم تخنق فراغها شيئا فشئا ..عليها المغادرة ..فهي تمقت الزحام ..خاصة عندما تمتلأ الأماكن المغلقة بالأطفال..اوه الكثير من المتاعب تبدأ عندما يظهر الأطفال
أخذت ترتب أوراقها في حزم ..كادت أن تقوم لكنها مالبثت أن ثبتت في مكانها ..وعيونها تتبع دخول أحد الأسر المطعم
دخلو في ضجة مرحة وجلسوا ..وعيونها تلاحقهم ..أو بالأدق تلاحقه..دققت النظر في ملامحه ..أكثر وأكثر
لم تحتاج وقت لتتأكد  أنه هو..وفي الحقيقة ..لم يكن هناك مجالا للشك ..فعينيها لم تخطأه يوما ..وقلبها أيضا
أحيانا يضعنا الزمن في مواجهات سخيفة وفي هذه الحالات لا يوجد أي رد فعل سوى الصمت ..على أكثر تقدير
ساعدها موقعها أن تدقق النظر إليهم دون أن يلاحظها أحد ابدا ..أو هطذا ظنت
هو ..هو ، بهندامه الغير مهندم ..إبتسامته...راقت لها خصلات شعره الابيض التي بدأت تنسج مع شعره الأسود ..وبالطبع ..نظرته الحانية
كم عشقت تلك النظرة ..أو هكذا ظنت يوم ما ،لم تعلم كيف صور لها عقلها هذه اللحظة أن تقوم وتعنفه وتطلب من الأخرى أن ترحل
كأنها هي زوجته ..وليس العكس
كادت أن تشتعل هذه الفكرة المجنونة في رأسها عندما امسك بيد زوجته في حنان بالغ 
كان يمسك بيدها في حنان حقيقي ..لكنه ليس حبا ..كان ذلك واضحا جدا –على الأقل لها- تمقت هي معالمة الأزواج بعد فترة من الزوراج ليست بالطويلة ولا القصيرة
عندما يتحول الحب إلى عطف ..والشوق لمجرد شفقة
لكنها كانت تعذره ..تعذره هو فقط..فهي تعلم أنه ليس بإمكانه أن سعشق سواها مهما طال العمر ومهما حاول
لماذا تركته؟..باغتها هذا السؤال ..ومع ذلك لم تحتاج لوقت لتعرف الإجابة ..فهي تعلم أنها تركته..لأنها أرادت ذلك
أحبته؟..لم تعلم..كل ماتذكره أنها ضغطت بكل قوة علىشئ أشبه بالجرح الغائر ..عندما وجدتة قد حزم أمتعته .. وقرر الرحيل بهدوء عن عالمها ..لم تشعره أبدا أنه معها ..لاعندما أتى ..ولاعندما رحل ..ورحل
بعض الألم
وربما الحب
لاتدري
ترى ..كيف كانت حياتها معه ستكون ؟حياة بسيطة..مليئة بالزحام ..ودافئة
اوه ..ماهذا؟..كيف سمحت لهذه الأفكار السخيفة أن ترادوها ..لامجال للرجوع هاهنا ..ولاوقت في حياتها لمجرد التفكير في هذا ..ليس بإمكانها الآن سوى الإستمرار
تركت الحساب على الطاولة وقامت في خطوات سريعة تحاول ألا يلمحها أحد ..خاصة هو،لم تعلم أنها تركت أحدهم بالداخل وقد غرق إلى أخمص قدميه في ذكريات حبه معها ..
خرجت وهي تحاول أن تقنع نفسها أنها ستنسى كل ماحدث ..لكنها أيضا كانت واثقة أنها لاتقدر ..فتلك المشاعر التي أفاقت بداخلها
وكم كانت مشاعر.. أكثر من مجنونة

Monday, February 21, 2011

من أجمل سينفونيات نزار قباني "1"


وجهك يأت دائما

الشعر يأتي دائما
مع المطر.
و وجهك الجميل يأتي دائماً
مع المطر.
و الحب لا يبدأ إلا عندما
تبدأ موسيقى المطر..
*** ***
ينتابني في أول الخريف
إحساس غريب بالأمان و الخطر..
أخاف أن تقتربي..
أخاف أن تبتعدي..
أخشى على حضارة الرخام من أظافري..
أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري..
أخاف أن يجرفني موج القضاء و القدر..
***  
سيدتي
التي تمر كالدهشة في أرض البشر..
حاملة في يدها قصيدة..
و في اليد الأخرى قمر..
***
يا امرأة أحبها..
تفجر الشعر إذا داست على أي حجر..
يا امرأة تحمل في شحوبها
جميع أحزان الشجر..
ما أجمل المنفى إذا كنا معاً..
يا امرأة توجز تاريخي..
و تاريخ المطر!!.
............................................
شئون صغيرة

 شئون صغيرة 
تمر بها أنت .. دون التفات
تساوي لدي حياتي
جميع حياتي..
حوادث .. قد لا تثير اهتمامك
أعمر منها قصور
وأحيا عليها شهور
وأغزل منها حكايا كثيرة
وألف سماء..
وألف جزيرة..
شؤون ..
شؤونك تلك الصغيرة
***
يوم أجيء إليك
لكي أستعير كتاب
لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب
تمد أصابعك المتعبة
إلى المكتبة..
وأبقي أنا .. في ضباب الضباب
كأني سؤال بغير جواب..
أحدق فيك وفي المكتبة
كما تفعل القطة الطيبة
تراك اكتشفت؟
تراك عرفت؟
بأني جئت لغير الكتاب
وأني لست سوى كاذبة
.. وأمضى سريعا إلى مخدعي
أضم الكتاب إلى أضلعي
كأني حملت الوجود معي
وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي الستور
وأنبش بين السطور .. وخلف السطور
وأعدو وراء الفواصل .. أعدو
وراء نقاط تدور
ورأسي يدور ..
كأني عصفورة جائعة
تفتش عن فضلات البذور
لعلك .. يا .. يا صديقي الأثير
تركت بإحدى الزوايا ..
عبارة حب قصيرة ..
جنينة شوق صغيرة
لعلك بين الصحائف خبأت شيا
سلاما صغيرا .. يعيد السلام إليا ..
***
كتاب الحب

إني أحبك عندما تبكين
وأحب وجهك هائما وحزينا
بعض النساء وجوههن جميلة
ويصرن أجمل عندما يبكين!



.

قدس الأقداس "قصة قصيرة من تأليفي"

 
قرون ليس لها اول ولا اخر تقدم القرابين له عله ياذن
لطالما جلست بداخل قدس اقداسه ..متبهله له ان ينسى معالمها..يمحوها من مخيلته العفنة ..كم تمنت ان تلعن هذا السر الذي يرفض ان يجعلها ترحل ..
سنون تسللت من بين اورده قلبها التي لم تسمح له ان يذبل رغم محاولات تلك السنون الكثر
فهي تعلم انها يوما ما ستقدر ان تخرج من هذا المعبد ..ترحل ..لعالم آخر..
لم تطعم يوما الخوف ..لكنها لم تقدر ان تهرب من هذا المكان ..ربما لانها كل يوم كانت تدخل قدس الاقداس ..لتبتهل له ان يأذن لها بالرحيل..هكذا كانت تقول ..لكنها وبداخلها تعلم أنها لاتدخل وتقف امامه زمانا الا لانها نتتظر تلك اللحظة الفاصلة التي ستأت ..عندما تمتلك من الشجاعه ما يجعلها قادرة على أن تزيح هذا الساتر ..لتكتشف السر الأعظم..او بالأحرى..الأكذوبة العظمى

فآتون يشرق كل نهار حتى داخل معبد هذا المعبود الغبي..وبداخل قلبها ايضا..