Wednesday, February 23, 2011

مشاعر مجنونة "قصة قصيرة من تأليفي"


 
تعشق أن ترى العالم كل صباح من وراء هذه النافذة العازلة للصوت في هذا المطعم الراق
إعتادت أن تنجز بعض مهام عملها هنا وهي ترتشف أحد الأكواب المنبهة
حاولت أن تستعيض عنها بالعصائر الطازجة ..كبديل لحياة صحية ..ولم تستطع..ستموت صغيرة على كل حال ..تعلم هذا
لا تحزن لهذا على الرغم أنها تعشق حياتها..وتعترف بهذا
حياة ..سلسة ..ناعمة ..وهادئة
أحيانا كانت ترفع خصلات شعرها الأسود المنسدلة في نعومة على وجهها الملائكي فتكشف عن ملامح بها من جمال الإنوثة ما بها ومن براءة الطفولة مابها أيضا
وهي منهمكة في فحص تلك الأوراق الهامة 
بدأت أنفاس العالم تخنق فراغها شيئا فشئا ..عليها المغادرة ..فهي تمقت الزحام ..خاصة عندما تمتلأ الأماكن المغلقة بالأطفال..اوه الكثير من المتاعب تبدأ عندما يظهر الأطفال
أخذت ترتب أوراقها في حزم ..كادت أن تقوم لكنها مالبثت أن ثبتت في مكانها ..وعيونها تتبع دخول أحد الأسر المطعم
دخلو في ضجة مرحة وجلسوا ..وعيونها تلاحقهم ..أو بالأدق تلاحقه..دققت النظر في ملامحه ..أكثر وأكثر
لم تحتاج وقت لتتأكد  أنه هو..وفي الحقيقة ..لم يكن هناك مجالا للشك ..فعينيها لم تخطأه يوما ..وقلبها أيضا
أحيانا يضعنا الزمن في مواجهات سخيفة وفي هذه الحالات لا يوجد أي رد فعل سوى الصمت ..على أكثر تقدير
ساعدها موقعها أن تدقق النظر إليهم دون أن يلاحظها أحد ابدا ..أو هطذا ظنت
هو ..هو ، بهندامه الغير مهندم ..إبتسامته...راقت لها خصلات شعره الابيض التي بدأت تنسج مع شعره الأسود ..وبالطبع ..نظرته الحانية
كم عشقت تلك النظرة ..أو هكذا ظنت يوم ما ،لم تعلم كيف صور لها عقلها هذه اللحظة أن تقوم وتعنفه وتطلب من الأخرى أن ترحل
كأنها هي زوجته ..وليس العكس
كادت أن تشتعل هذه الفكرة المجنونة في رأسها عندما امسك بيد زوجته في حنان بالغ 
كان يمسك بيدها في حنان حقيقي ..لكنه ليس حبا ..كان ذلك واضحا جدا –على الأقل لها- تمقت هي معالمة الأزواج بعد فترة من الزوراج ليست بالطويلة ولا القصيرة
عندما يتحول الحب إلى عطف ..والشوق لمجرد شفقة
لكنها كانت تعذره ..تعذره هو فقط..فهي تعلم أنه ليس بإمكانه أن سعشق سواها مهما طال العمر ومهما حاول
لماذا تركته؟..باغتها هذا السؤال ..ومع ذلك لم تحتاج لوقت لتعرف الإجابة ..فهي تعلم أنها تركته..لأنها أرادت ذلك
أحبته؟..لم تعلم..كل ماتذكره أنها ضغطت بكل قوة علىشئ أشبه بالجرح الغائر ..عندما وجدتة قد حزم أمتعته .. وقرر الرحيل بهدوء عن عالمها ..لم تشعره أبدا أنه معها ..لاعندما أتى ..ولاعندما رحل ..ورحل
بعض الألم
وربما الحب
لاتدري
ترى ..كيف كانت حياتها معه ستكون ؟حياة بسيطة..مليئة بالزحام ..ودافئة
اوه ..ماهذا؟..كيف سمحت لهذه الأفكار السخيفة أن ترادوها ..لامجال للرجوع هاهنا ..ولاوقت في حياتها لمجرد التفكير في هذا ..ليس بإمكانها الآن سوى الإستمرار
تركت الحساب على الطاولة وقامت في خطوات سريعة تحاول ألا يلمحها أحد ..خاصة هو،لم تعلم أنها تركت أحدهم بالداخل وقد غرق إلى أخمص قدميه في ذكريات حبه معها ..
خرجت وهي تحاول أن تقنع نفسها أنها ستنسى كل ماحدث ..لكنها أيضا كانت واثقة أنها لاتقدر ..فتلك المشاعر التي أفاقت بداخلها
وكم كانت مشاعر.. أكثر من مجنونة

2 comments:

  1. تعجز الكلمات
    والاقلام عن الكتابه
    بجد قصة قصيرة ولكنها اكتر من رائعه

    .............................

    بس بجد الزمن دا غريب
    ويندم الانسان فى وقت لاينفع فيه الندم

    ReplyDelete
  2. شكرا جدااااااا للكلمات الجميله دي
    "أعجبني رأيك"

    ReplyDelete